جوال الفئة المتوسطة هواوي أونور Huawei Honor 9

حتى وقت قريب للغاية، كان الحصول على جوال من الفئة المتوسطة يعني تضحية كبيرة بالميزات الأساسية للجوال، وبالأخص في مجال التصوير والتصميم وبالطبع الأداء. لكن الأمر الذي حاولت شركة OnePlus تحديه بتقديمها لفكرة "جوال الفئة العليا بسعر اقتصادي" قبل بضعة سنوات، يبدو أنه بات ينتقل إلى فئة Honor من الجوالات مع الارتفاع المستمر لأسعار جوالات OnePlus والتي يكلف جوالها الأخير OnePlus 5 حوالي 500 دولار أمريكي (حوالي 1875 ريال سعودي).

عبر السنوات لطالما عوملت جوالات Honor كجوالات مستقلة تماماً عن شركتها الأم Huawei، ويبدو أن هذا الشرخ بين العلامتين التجاريتين يزداد اتساعاً مع كون جوال Honor 9 الجديد يشكل منافساً حقيقياً لجوال الفئة العليا Huawei P10 وبسعر أدنى بكثير منه، والجيد بالأمر أنه يفعل ذلك دون تضحيات كبرى بالنواحي الأساسية المهمة للمستخدمين.

تصميم براق وملفت، لكن سهل الخدش

بالنسبة للمظهر الخارجي لجوال Honor 9 الجديد فهو واحد من أكثر الجوالات أناقة وتميزاً لهذا العام، فهو يحاكي تصميم جوال HTC U11 من حيث استخدام الزجاج متعدد الطبقات على الجزء الخلفي، فالطبقات المتعددة للزجاج تجعل الانعكاسات براقة للغاية وغير مألوفة وبالأخص لجوال من الفئة المتوسطة، فعند رؤيته للمرة الأولى يصعب تجاهل اللمعان المميز للزجاج الخلفي والانعكاسات المميزة التي كانت قد ساعدت جوال HTC U11 بتثبيت مكانه هذا العام على الرغم من كون شاشته لا تشغل جزءاً كبيراً من الواجهة كما كل من المنافسين Samsung Galaxy S8 وLG G6.

من الجهة الأمامية فالجوال يستمر بمحاكاته لتصميم جوال HTC U11 من حيث الزر الذي يتوسط أسفل واجهة الجوال ويتضمن حساس البصمة الذي لم يعد متوضعاً على الناحية الخلفية كما سابقه Honor 8. موضع حساس البصمة هذا هو المفضل عادة بين المستخدمين كونه أسهل للتعامل ويتيح فتح الجوال لتفقد الإشعارات بسهولة دون الحاجة لحمل الجوال باليد كما في السابق.

ناحية المتانة لم تكن نقطة قوة لجوالات Honor على مر السنوات، فالعديد من الإصدارات كانت هشة وسهلة التحطم بسبب البنية الغير قوية كفاية، أو أنها سهلة الخدش، وللأسف فالجوال الجديد يبدو أنه يكمل مسيرة سابقيه مع كون الناحية الخلفية سهلة الخدش بشكل كبير ومن الممكن للمفاتيح أو العملات المعدنية أن تترك علامات واضحة عليها بمجرد احتكاكها قليلاً فقط بشكل يحاكي مشكلة جوال iPhone 7 ذي لون Jet Black والذي كان سهل الخدش للغاية كذلك.

البنية تبدو متينة مع اعتماد حواف معدنية للجوال، لكن لا يمكن حسم الأمر تماماً الآن مع كون الجوال لا يزال جديداً للغاية. أخيرا، تبلغ أبعاد الجوال: 147.3 x 70.9 x 7.5 mm، فيما يبلغ وزنه 155 غرام

شاشة أونور 9 معتادة إلى حد بعيد وصغيرة نسبياً

شاشة بحجم 5.15 إنش كتلك الخاصة بجوال Honor 9 الجديد تعد شاشة بحجم مثالي للمستخدمين في الأعوام السابقة، لكن عام 2017 الجاري حمل معه العديد من الجوالات الجديدة ذات الشاشات الكبيرة والتي نقلت الحجم المفضل للشاشات من 5 إنش والتي كانت القياس المفضل للعامين الأخيرين، إلى 5.5 إنش حالياً مع كون العديد من جوالات الفئة العليا تتمتع بشاشات أكبر من ذلك أيضا.

على أي حال فشاشة بحجم 5.15 إنش باتت تعتبر صغيرة نسبياً لعام 2017، ولو أن الأمر ليس سيئاً جداً بالنسبة لمعظم المستخدمين.

 شاشة الجوال تشغل حوالي 70% من الواجهة وهي بذلك معتادة جداً ضمن جوالات الفئة المتوسطة، فبينما باتت جوالات الفئات العليا تقدم نسب شاشة إلى الواجهة تصل حتى 86%، فمعظم جوالات الفئة المتوسطة لا تزال محصورة ضمن نطاق 70 إلى 75% فقط، مما يعني أن شاشة الجوال صغيرة بالنسبة للواجهة حتى بالنسبة لجوال من الفئة المتوسطة.

على أي حال فالشاشة تستخدم تقنية LCD والتي على الرغم من كونها جيدة للغاية، فهي لا تقارن بتقنية AMOLED المستخدمة على نطاق واسع في جوالات شركة Samsung حالياً. يبلغ قياس الشاشة: 5.15 إنش فيما تبغ دقة الشاشة: Full HD 1080x1920.

أداء الجوال جيد نسبياً، لكن بواجهة قديمة نوعاً ما

على الورق، يبدو الجوال وكأنه من الفئة الأولى بامتياز، ومع 6GB من ذاكرة الوصول العشوائي ومعالج ثماني النوى يعمل بترددي 1.8 GHz و2.4 GHz فالجوال يعد بمستوى مميز من الأداء خصوصاً مع كون بعض من أفضل الجوالات في العالم (مثل Samsung Galaxy S8) تمتلك 4GB من ذاكرة الوصول العشوائي فقط. لكن الأمر ليس مشوقاً تماماً بقدر ما تظهره الأرقام، فمع أن الأرقام تجعل الجوال يبدو متفوقاً تماماً، فأداؤه واقعي وينتمي للفئة الوسطى إلى حد بعيد.

واجهة الجوال المصممة من قبل Huawei هي السبب الأساسي بكون الجوال يقدم أداءً ممتازاً لكن دون المتوقع من مواصفات اسمية كمواصفاته، فمع أن Huawei باتت واحدة من أكبر شركات الجوالات الذكية في العالم اليوم، فهي لا تزال أحدث نسبياً من شركات أعرق منها وبالتالي فهي غير ناجحة تماماً بتخصيص النظام للتعامل مع العتاد الفيزيائي.

هذا لا يعني أن الجوال ضعيف من ناحية الأداء، بل أنه في الواقع ممتاز للغاية وأكثر من كاف لأداء أي مهام ممكنة حالياً.

واجهة الجوالات كانت نقطة سلبية لشركة Huawei، فبالإضافة لكون الجوال مثقلاً أصلاً بالعديد من البرامج المثبتة مسبقاً والغير قابلة للحذف، فالواجهة التي تحاكي أنظمة iOS القديمة نوعاً ما، باتت تبدو خارج النطاق المتوقع لها ولا تتناسب مع واجهات الجوالات من الشركات الأخرى. الأمر الوحيد الذي يعوض الأمر هو قابلية التخصيص الكبيرة للواجهة، وتبني الشركة لشريط إشعارات مشابه جداً لذلك المستخدم عادة في جوالات سامسونج.

وحدة المعالجة المركزية المستخدمة في جوال هونور 9 تأتي من نوع  Hisilicon Kirin 960 ثماني النوى. مع ذاكرة الوصول العشوائي بمقدار  6GB.

كاميرا مزدوجة بدقة عالية وجودة متوسطة

قبل حوالي عامين من الآن، كانت شركة Huawei واحدة من أولى الشركات التي تغامر في مجال استخدام كاميرا مزدوجة في الجوالات بدلاً من النظام المعتاد والمتضمن لعدسة واحدة فقط، ومع ان هذا النظام لم يتمكن حتى الآن من التغلب على الكاميرات الأحادية الخاصة بجوالات مثل HTC U11 أو جوجل بكسل أو حتى سامسونج جالاكسي اس 8، فهي ترقية مرحب بها عموماً مقارنة باستخدام كاميرا أحادية من نفس النوع، خصوصاً مع كون العدسة الإضافية تعطي بعض الأفضلية أحياناً.

كاميرا الجوال الخلفية هي كاميرا ذات عدسة مزدوجة بدقة 20 MP للعدسة الثانوية و12MP للأساسية، ومع أن الأرقام تظهر تفوقاً كبيراً، فكون الكاميرا تستخدم عدسة ببعد تركيز f/2.2 يعني أنها ليست بنفس مستوى جودة جوالات الفئة العليا التي تستخدم عدسات ببعد تركيز يتراوح بين f/1.9 وf/1.7. الكاميرا بالطبع تنتج صوراً جيدة للغاية وفيديو بدقة 4K، لكن غياب التثبيت البصري أيضاً يجعلها لا تضاهي كاميرات جوالات الفئة العليا.

الكاميرا الأمامية هي كاميرا معتادة تماماً، فهي تأتي بدقة 8MP دون أي ميزات إضافية كالتركيز التلقائي أو التثبيت البصري، كما أنها لا تمتلك زاوية عريضة لالتقاط الصور الشخصية الجماعية.

لكن على العموم وبالمقارنة مع الكاميرات الأمامية المعتادة فهي جيدة نسبياً وغالباً ما تقوم بالمهمة على أكمل وجه. فالكاميرا الخلفية مزدوجة بدقة 20MP للعدسة الثانوية و12MP للأساسية. فيما الكاميرا الأمامية بدقة 8MP.

بطارية متوسطة الأداء تكفي ليوم من العمل

حجم البطارية ليس مقياساً دقيقاً لمدى جودتها دائماً، فبينما تعاني العديد من الجوالات ذات الشاشات المتوسطة من بطاريات ضعيفة على الرغم من حجمها الكبير نسبياً، تقدم جوالات أخرى أداء بطارية ممتازاً على الرغم من كونها تمتلك شاشات كبيرة وأحجام بطارية صغيرة نسبياً.

على أي حال، فأداء البطارية هنا متوسط إلى حد بعيد، ومع أنها تأتي بحجم 3200 ميلي أمبير وتشغل شاشة بحجم 5.15 إنش، فهي لا تتفوق حقاً عن غيرها، وتكفي عادة لحوالي 7 ساعات من وقت تشغيل الشاشة، أو يوم من العمل المعتاد والاستخدام التوسط قبل الحاجة لشحنها مجدداً.

التوافر في الأسواق والسعر

أعلن عن جوال هونور Honor 9 في شهر حزيران\ يونيو من عام 2017، وبات متاحاً للشراء بداية من شهر تموز \ يوليو من العام نفسه، لكنه غير متاح في جميع البلدان بعد حيث أن جوالات الفئة المتوسطة عادة ما تتأخر لعدة أسابيع عن بعض المناطق التي تعد أسواقاً ثانوية أو أقل أهمية.

حالياً لا يوجد سعر محدد للجوال، فتبعاً للأسواق المختلفة فهو يباع بسعر يتراوح بين ما يعادل 350 دولاراً أمريكياً أحياناً (حوالي 1313 ريال سعودي)، مقابل بيعه في بعض المناطق بأسعار تصل حتى ما يوازي 570 دولاراً أمريكياً (حوالي 2138 ريال سعودي) (وهو سعر أكبر من سعر جوال OnePlus 5 الجديد من الفئة العليا).

في النهاية، جوال Honor 9 الجديد قد يكون الخليفة الحقيقي لسلسلة جوالات OnePlus، فهو يقدم أداءً ومواصفات يمكن اعتبارها ولو نسبياً ضمن الفئة العليا، لكنه قابل للشراء بسعر أرخص منها غالباً. على العموم الجوال جيد جداً، وربما الناحية السلبية الأساسية حتى الآن هي الجزء الخلفي سهل الخدش فقط، والذي على الرغم من كونه قابلاً للحماية، فأي غلاف مستخدم سيذهب بشكله الميز.