هل يجب على مستخدمي آيفون وآيباد التحديث إلى نظام iOS 10.3.1؟
عقب طرح نسخة آي أو إس iOS 10.3.1 الجديد، يتساءل مستخدمو آيفون وآيباد عن أهمية التحديث إلى النظام الجديد، وهو التساؤل الذي سيجيبكم عنه لبيب
وسط الشكاوى الدائمة لمستخدمي الأجهزة العاملة بنظام التشغيل أندرويد من غياب التحديثات أو تأخرها وقصر فترة الدعم (التي لا تتجاوز عامين في العادة)، يحصل مستخدمو منتجات شركة أبل دائماً على التحديثات بسرعة كبيرة وبشكل دوري ولمدة طويلة حتى، فبينما لم تحصل هواتف أندرويد الصادرة عام 2012 على أية تحديثات بعد عام 2015، فإن هاتف ايفون 5 الصادر في العام نفسه لا زال يحظى بالتحديثات الدورية حتى اليوم.
ومع كون التحديثات الدورية أمراً إيجابياً بالنسبة للكثيرين، وبالأخص بالنسبة للمستخدمين من هواة التقنية الحديثة في الهواتف الذكية، فالأمر كثيراً ما يكون مزعجاً من حيث الحاجة للتحميل والتثبيت للمستخدمين العاديين، كما أن تجربة التحديث دائماً ما تكون مزعجة بالنسبة للمستخدمين الذين يقومون بإجراء عملية (JailBreak) لهواتفهم أو أجهزتهم اللوحية.
ما هي الأجهزة المشمولة بتحديث iOS 10.3.1؟
صدر التحديث الأخير لنظام تشغيل هواتف آيفون وأجهزة آيباد اللوحية في بداية شهر نيسان/أبريل من عام 2017، بعد حوالي الشهرين من الإصدار الذي حمل رقم 10.3، وكما أي إصدار آخر يبدأ بالرقم 10، فهو يدعمم كل الأجهزة التي دعمها تحديث النظام الأساسي الأخير.
قائمة الأجهزة المدعومة بالتحديث تتضمن هواتف آيفون 5 وأي هواتف صدرت بعدها، والأجهزة اللوحية من طراز آيباد 4 والإصدارات اللاحقة لها، بالإضافة لمشغلات الموسيقى من نوع آيبود توتش iPod Touch من الجيل السادس وما بعده، بالمحصلة فأي جهاز محمول يعمل بنظام iOS وصدر خلال العامين الماضيين يدعم التحديث بالتأكيد.
بطبيعة الحال فالتحديث الصغير الجزئي مخصص لتصحيح بعض المشاكل، وسد بعض ثغرات النظام الأمنية، ومعالجة مشاكل الأداء السابقة، وبحجم يبلغ حوالي 30MB فقط، فهو واحد من أصغر التحديثات التي طرحتها الشركة الشهيرة حتى الآن، وفي حال لم يصل بشكل تلقائي لهاتفك أو جهازك اللوحي، يمكنك تحميله وتثبيته يدوياً بالدخول إلى الإعدادات واختيار التحديثات منها.
ما الذي يقدمه التحديث الأخير؟
تعتمد شركة أبل على أسلوب معين لترقيم تحديثاتها، بحيث تتوضح حالة التحديث ونوعه من النظر إلى رقمه فقط، فالتحديثات المكونة من خانة واحدة فقط (iOS 9, iOS 10…) هي تحديثات شاملة للنظام، وعادة ما تصدر بشكل سنوي، مع تقديم الشركة لهواتفها في الربع الأخير من العام، وفي المقابل فالتحديثات التي تحوي خانتين (iOS 10.2, iOS 10.3) تكون تحديثات ثانوية، عادة ما تقدم ميزات جديدة أو إضافات متنوعة، لكن دون تغييرات جذرية في النظام.
في النهاية تأتي التحديثات التي تتكون من ثلاث خانات (iOS 10.3.1, iOS 10.2.1)، وهي تعد أكثر التحديثات شيوعاً، حيث أنها تركز على تصحيح الأخطاء ومعالجة المشاكل والثغرات الأمنية الموجودة في النظام، وقلما تقدّم أي ميزات أو تعديلات للنظام، حيث أن تثبيتها لا يغير شيئاً للمستخدم وتجربته في العادة. وكما هو واضح، فالتحديث الأخير يأتي كتحديث لمعالجة المشاكل وتصحيح الأخطاء فقط، حيث أنه لا يقدم أي ميزات جديدة أو خدمات ملحوظة.
على عكس العادة، فشاشة التنبيه التي يعرضها الهاتف عند تقديم التحديث لا تحتوي أي تفاصيل عن المحتوى، بل تكتفي بذكر أنه تحديث لتصحيح الأخطاء فقط؛ لكن التقارير تشير إلى كونه يأتي لحل ثغرة خطيرة في اتصال الشبكات اللاسلكية، من الممكن أن تتيح للمخترقين التحكم الكامل بالهاتف الذكي، كما أنه يأتي بعد أن سحب تحديث 10.3 عن هواتف آيفون 5 وآيفون 5 سي، حيث يعتقد أن التحديث السابق لم يكن يعمل بالشكل المطلوب على هذه الهواتف.
هل يحتوي التحديث الجديد على أي سلبيات؟
كما هي العادة مع كل تحديث جديد تصدره شركة أبل، فالتحديث الأخير لن يكون متاحاً لمستخدمي ثغرة Jailbreak (التي تتيح للمستخدم تثبيت التطبيقات من خارج متجر App Store الخاص بشركة أبل، وتمنحهم تحكماً أكبر بالهاتف عموماً)، وفي حال تحديث النظام باستخدام أداة iTunes عبر الحاسوب، فالهاتف سيفقد الوصول إلى ميزات Jailbreak، حيث أنه لم تصدر برمجية جديدة لاستعادة الميزات في الإصدار الجديد حتى الآن.
عدا عن ميزات Jailbreak التي تهم نسبة صغيرة من المستخدمين فقط، فالتحديث الجديد ليس مثالياً تماماً، حيث أنه لم يقم بعد بحل مشكلة الشبكات اللاسلكية بتردد 5GHz في بعض الهواتف، كما أنه لم يعالج مشكلة توقف الهاتف عن العمل عند انخفاض نسبة البطارية إلى 30%، فعلى الرغم من إصرار شركة أبل على أن المشكلة قد تم حلها منذ تحديث 10.2.1، فالعديد من المستخدمين لا زالوا يعانون منها حتى الآن حتى مع التحديث الجديد.
المشاكل الجديدة التي ظهرت مع التحديث الأخير تتضمن عدم التعرف على بصمة الإصبع، وتوقف حساس البصمة عن العمل، بالإضافة لمشاكل في تطبيق البريد الإلكتروني، حيث عانى العديد من المستخدمين (خصوصاً في هواتف آيفون 6 وآيفون 6 إس) من إغلاق التطبيق قسرياً عند تصفح البريد الإلكتروني أو تحديثه أو حذف المحادثات.
لماذا يجب أن تحدث النظام دائماً؟
لا شك بأن تحديثات النظام كثيراً ما تعاني من ثغرات ومشاكل متعددة، أو أخطاء صغيرة فيها من وقت لآخر، لكن حتى مع السلبيات الممكنة ومع التضحية بالصلاحيات التي تقدمها ثغرة Jailbreak؛ فالتحديث للنسخة الأخيرة من النظام حين صدورها أمر في غاية الأهمية، خصوصاً في حالات تحديثات الأخطاء التي من الممكن أن تقي من مشاكل كبرى.
على الرغم من أن العديد من المستخدمين يعتقدون أن امتلاكهم لهواتف من إنتاج أبل يعني أنهم بأمان تام من الاختراق؛ بسبب أمان نظام iOS، إلّا أنه في نهاية المطاف كما أي نظام آخر، معرض للثغرات والاختراق في أي وقت، وبالنظر للحالات التي مرت في الأعوام الأخيرة، فهذا النظام ليس بأمان أبداً، حيث أنه قد تعرض للعديد من الاختراقات الكبرى، مثل الثغرة التي حدثت عام 2015، حيث كان من الممكن إيقاف أي هاتف آيفون عن العمل برسالة نصية صغيرة فقط!
ومع كون حالات الاختراق التي تحدث تحظى باهتمام أكبر من الثغرات التي لا يتم استغلالها، فالعديد من المستخدمين يظنون أنهم بأمان دون تثبيت التحديثات الأمنية، بسبب عدم وجود عمليات اختراق شهيرة، لكن هذا الأمر أظهر عدم جدواه مع الاختراق الأخير الذي حصل في النصف الأول من أيار\مايو 2017، حيث انتشرت برمجية تقوم بتشفير ملفات المستخدم وطلب فدية في مئات الآلاف من الحواسيب العاملة بنظام ويندوز. لكن الأمر المثير للاهتمام هو أن الثغرة كانت قد عرفت قبل ذلك وقامت مايكروسوفت بحلها بتحديث أمني منذ آذار\مارس الماضي، حيث أن السبب الأساسي لانتشار البرمجية الخبيثة وإحداثها لأضرار مهولة في أوروبا هو الاستخفاف بالتحديثات وإهمال تثبيتها.
في النهاية، بطبيعة الحال فالتحديثات ليست حماية مطلقة من الاختراق، وتثبيتها لا يعني أنك ستتمتع بأمان مطلق، لكنها تبقى خط الأمان الأول، وضرورة مهمة في الوقت الحالي، فالمخاطرة بتجاهلها قد تتسبب بمشاكل كبرى، كالمشكلة التي تسببت بها برمجية WannaCry مؤخراً.
- [[PropertyDescription]] [[PropertyValue]]