هل سيكون جوال Apple القادم هو iPhone 8؟

عبر 10 أعوام من إطلاق جوالات iPhone من قبل Apple، تمكنت هذه السلسلة من تسلق سلم الشعبية لتصبح الأكثر شهرة حالياً وتحقق سمعة ممتازة من حيث الأداء السلس والسريع والتصميم المميز، وعلى الرغم من أن الأعوام الأخيرة حملت معها ما وصف بـ "توقف عن الإبداع" ضمن هذه الجوالات مع التصاميم المكررة وغير المتجددة، وخصوصاً مع صعود منافسين أقوياء أهمهم شركة Samsung الكورية، فهذه الجوالات لا تزال واحدة من الاوسع انتشاراً والأكثر تفضيلاً في العالم.

على عكس العديد من الجوالات الأخرى التي غالباً ما تتسرب كامل مواصفاتها قبل وقت من إطلاقها، فجوالات iPhone تبقى مع حد أدنى من التسريبات عادة، وكثيراً ما تتخذ قرارات معاكسة للتسريبات والتوقعات كذلك، خصوصاً في مجالات مثل الانتقال إلى شاشات OLED (الأفضل بكثير من الشاشات الحالية من نوع LCD) أو استخدام شاشات أكبر وحواف أصغر، أو حتى أموراً باتت معتادة ومتوقعة في أي جوال آخر كالشحن السريع والشحن اللاسلكي.

على أي حال، فهناك العديد من الإشاعات أو التسريبات المزعومة التي تدور في الأفق اليوم عن الجوال المنتظر من Apple، ومع أن أياً منها أكيد حقاً أو موثوق تماماً، فعبر الوقت صدقت الكثير من التوقعات والتسريبات، وما يلي قد يكون كذلك أيضاً.

عدد الجوالات الجديدة وأسمائها

عند تقديم جوالات iPhone للمرة الأولى عام 2007 وعبر السنوات العدة الأولى كانت الشركة تطلق جوالا وحيداً كل عام مع نمط تسمية محدد، حيث أن الجوالات تأتي كأزواج عبر العامين المتتاليين مع كون الجوال اللاحق يحمل حرف S ضمن اسمه، فمنذ تقديم جوال iPhone 3GS بعد جوال iPhone 3G بدأ هذا الأمر واستمر حتى اليوم مع كون آخر الإصدارات تضمنت جوالات  iPhone 6 عام 2014 وبعده iPhone 6S عام 2015 وأخيراً جوال iPhone 7 عام 2016 الأخير.

ومع أن الشركة كانت قد انتقلت إلى سياسة تصنيع جوالين بقياسين مختلفين عام 2014 وحتى الآن، فسياسة التسمية بقيت كما هي دون تغيير. لكن الإشاعات في الواقع تلمح لتغييرات كبيرة في سياسة التسمية من ناحية، وفي عدد الجوالات  المطروحة للعام الجديد حتى. فبدلاً من جوالين أحدهما بالحجم المعتاد والآخر أكبر حجماً ويتبع اسمه ب “Plus” فالإشاعات تدور حول وجود 3 جوالات لهذا العام، مع كون اثنين منها هما جوالا iPhone 7S وiPhone 7S Plus  واللذان سيأتيان بشكل تقليدي، بالإضافة لجوال iPhone 8 الذي سيأتي مع تصميم أحدث ومشابه لكل من LG G6 وSamsung Galaxy S8.

الإشاعات الأولية كانت تتناول وجود جوالين فقط باسم iPhone 8 وiPhone 8 Plus، وهو أمر غريب من حيث كسر التسمية للقاعدة المتبعة منذ أعوام الآن وذلك بتجاوز تسمية 7S أصلاً. الإشاعات الأحدث عن التسمية والتي تتناول 3 جوالات قد تبدو منطقية أكثر من حيث تسلسل التسمية، لكنها لا تزال غريبة نسبياً من حيث وجود 3 جوالات لهذا العام.

للمرة الأولى، جوال iPhone بشاشة كبيرة ودون حواف

بالنظر للإشاعات والتصورات التي كانت تقدم لجوالات iPhone عبر السنوات، فهذه ليست المرة الأولى التي يتم الحديث فيها عن جوال بشاشة كبيرة دون أية حواف، وببعض البحث من الممكن الوصول إلى إشاعات مشابهة وحتى مجسمات تخيلية لجوال iPhone 5 مع شاشة دون حواف، بل وتمتد كذلك للأطراف حتى. في الواقع وجود هذه الإشاعات منذ أكثر من 5 أعوام يعني أنها مشكوك بأمرها حتى الآن، ولو أن الأمر يبدو أقرب للتصديق اليوم مع الأشكال الجديدة لجوال عام 2017.

عبر الأعوام الأخيرة باتت جوالات iPhone تعد متأخرة تصميمياً مع حوافها الكبيرة والمزعجة، فالشركة التي لطالما سوقت لنفسها بكونها تستغل أصغر المساحات (حتى أنها بررت إزالة منفذ السماعات بكونها لا تريد إهدار أي مساحة) لا تزال حتى اليوم تقدم جوالا مع شاشات تشغل 65% من واجهة الجوال فقط، فيما الشركات الأخرى باتت تقدم جوالات مع شاشات تغطي 85% من الواجهة. هذا الأمر لاقى انتقاداً كبيراً من مستخدمي الشركة حتى، وربما تعود التسريبات المتعلقة بالشاشة الكبيرة إلى إحباط المستخدمين من تأخر الشركة في هذا المجال.

أولى الإشاعات المتحدثة عن شاشات أكبر وحواف أصغر تعود لبداية عام 2017، حيث أشيع عن كون شركة Apple تعاقدت مع LG الكورية لإنتاج شاشات بتقنية OLED وبحواف منحنية كما جوالات  Samsung. لكن سرعان ما تغيرت الإشاعات إلى كون الشاشات مسطحة تماماً دون انحناء، لكنها ستغطي الواجهة بشكل شبه تام وتستغل حوالي 95% من الواجهة، لكن حتى هذه الشائعات تغيرت اليوم إلى كون الشاشة أكبر من السابق بالتأكيد، لطن ليس بالحواف المعدوم السابقة، بل أن الجوال سيستمر بامتلاك حواف صغيرة على الأقل.

حساس البصمة دون معلومات مؤكدة عن مكانه، وإشاعات عن إزالته حتى

في جوال iPhone المعتادة حتى الآن، لطالما كان حسس البصمة موجوداً ضمن الزر الوحيد على واجهة الجوال، لكن التسريبات والإشاعات التي تتناول الشاشة الكبيرة معدومة الحواف ألقت بظلالها على مكان حساس البصمة الجديد، فمع شاشة دون حواف أو بحواف صغيرة فقط، لا مكان لأية أزرار أو حساس بصمة على الواجهة، مما دعا الكثيرين إلى التكهن بكن الشركة ستنقل حساس البصمة إلى الجهة الخلفية للجوال في موضع إصبع السبابة كما كانت العديد من الشركات ومنها Google قد فعلت سابقاً.

لاحقاً بدأت العديد من الإشاعات تتناول فكرة تقنية جديدة عن وجود حساس البصمة تحت الشاشة وكونه مدمجاً معها، أي أن حساس البصمة سيبقى في مكانه المعتاد، لكنه سيعمل كجزء من الشاشة كذلك. هذا النوع من التقنية كان قد تم محاولة تطويره من قبل Samsung سابقاً على أمل إبقاء حساس البصمة في الجهة الأمامية لجوال Galaxy S8، لسوء الحظ لم تجري الأمور بالشكل المطلوب بسبب مشاكل في إضاءة الشاشة واستجابة حساس البصمة كذلك، ووفقاً للتقارير فشركة Apple تواجه مشكلة مشابهة في هذا المجال.

التسريبات الأخيرة ربما تكون مخيبة للأمل بشكل كبير للمستخدمين، فمع عدم إمكانية تضمين حساس البصمة تحت الشاشة، ورفض Apple لوضعه على الناحية الخلفية، فالفالجوالات المنتظرة قد تأتي دون حساس بصمة أصلاً مع تسريبات عن أن الشركة لم تقم بطلب حساسات بصمة حتى الآن، بالإضافة لإشاعات عن كونها تنوي الاعتماد على تقنية التعرف على الوجوه (كتلك الموجودة في جوال Galaxy S8) كبديل نهائي لحساس البصمة.

شحن سريع للبطارية، لكن الشحن اللاسلكي ليس أكيداً

واحدة من الأشياء التي لا تزال تضعف جوالات iPhone أمام منافسيها، هي كونها تستغرق وقتاً طويلاً للغاية لتشحن. فبينما تستطيع معظم جوالات الفئة العليا الأخرى الشحن من 0 حتى 100% خلال أقل من ساعة ونصف، فجوالات iPhone لا تزال تستغرق من ساعتين إلى ثلاث ساعات (وأحياناً أكثر) ليتم شحنها بالكامل. لكن الأمر قد يتغير مع الجيل القادم من الجوالات، فالإشاعات تتحدث عن كون الشركة ستقوم بتضمين الشحن السريع للمرة الأولى ضمن جوالاتها (ولو أنها متأخرة بضعة أعوام عن المنافسين.

الناحية المثيرة للاهتمام هي فكرة الشحن اللاسلكي، فالميزة المتاحة لجوالات Samsung منذ أكثر من 4 أعوام لم تجد طريقها إلى جوالات iPhone حتى الآن، ومع أن الكثير من الإشاعات تتحدث عن كونها قادمة هذا العام، فالأمر ليس بسيطاً تماماً مع كون الشحن اللاسلكي يتطلب غطاءً خلفياً غير معدني (سواء كان بلاستيكياً أو زجاجياً) وجوالات iPhone القادمة ستأتي مع تصميم معدني بشكل شبه أكيد.

في عام 2015 كانت شركة Qualcomm قد تحدثت عن تطويرها لتقنية جديدة تسمح بالشحن اللاسلكي حتى للجوالات المعدنية التصميم، لكن لم تصدر أي أخبار عن نجاح التقنية أو تقدم تطويرها منذ ذلك الوقت، وفي الواقع فحتى مع وجود التقنية فجوالات iPhone على الأغلب لن تمتلكها مع النزاعات القضائية الكبرى بين شركتي Apple وQualcomm ومساعي Qualcomm لمنع بيع جوالات iPhone في الولايات المتحدة أصلاً.

لا معلومات عن الكاميرا، لكن إشاعات عن موضعها

حتى الآن لا يوجد أي تكهنات أو إشاعات بخصوص نوع الكاميرا والعدسات التي ستستخدم في جوالات iPhone الجديدة، لكن مع التركيز على جوال iPhone 8 فقط، فالإشاعات تتحدث عن كاميرا مزدوجة وهو أمر متوقع نظراً لاستخدام الشركة لكاميرا مزدوجة العام الماضي، لكن الاختلاف سيكون في التوجه حيث ستكون العدستان متوضعتين رأسياً لا أفقياً هذه المرة مع بقائهما في الزاوية اليسارية العليا. وعلى الرغم من ان هكذا تصميم غير مستبعد أبداً، فهو غير أكيد حتى الآن ويعتمد على التوقعات فقط دون أية أدلة.

موعد الإصدار والسعر غير محددان بعد

وفقاً للمواعيد المعتادة لشركة Apple، فالجوال الجديد يجب أن يعلن عنه ويصبح متاحاً للبيع في شهر أيلول\سبتمبر القادم، لكن مع الصعوبات التقنية التي تواجه الشركة من ناحية، والتقارير المتعددة التي تتناول وجود نقص في الشاشات والعتاد للجوالات التي ستطرح، فموعد الإعلان عن الجوال وإتاحته للبيع قد تتأخر في الواقع حتى نهاية العام ربما. حتى الآن المرجح هو الموعد المعتاد، لكن التأخر عنه لن يكون مستغرباً للغاية مع الإشاعات التي تناول حالة التصميم والتصنيع.

جوال الشركة الأخير iPhone 7 كان متاحاً للبيع بسعر أدنى هو 650 دولاراً أمريكياً، ومع أن هذا السعر يعد باهظاً أصلاً، الجوالات الجديدة ستكون بشكل شبه مؤكد بسعر أعلى، فشكة Apple لطالما تمكنت من جني أرباحها الطائلة من هامش الربح الكبير الخاص بها، ومع إصرارها على استمرار هامش الربح من ناحية، وتطوير العتاد من الناحية الأخرى فالسعر الكبير أمر منطقي تماماً. في الواقع، بعض الإشاعات الجديدة تشير إلى أن جوال iPhone 8 قد يكلف حتى 1300 دولارٍ أمريكي، وهو مبلغ باهظ جداً وقد يجعل جوالات الشركة حصرية أكثر من أي وقت مضى.

في النهاية، حتى الآن، لا تزال التسريبات والإشاعات عن جوال iPhone 8 و\أو iPhone 7S مبكرة نوعاً ما، فالجوال لا يزال في مرحلة التصميم ولم يبدأ تصنيعه بعد، وعلى الرغم من سياسة الشركة القاسية جداً بالتعامل مع التسريبات، فالأسابيع القادمة ستحمل معها معلومات أدق، وربما تسريبات أكثر موثوقية من الآن عن جوالات iPhone المنتظرة.