ما الجديد في نظام iOS 11 لجوالات iPhone وأجهزة iPad اللوحية؟
ما الذي ممكن للشركة الأمريكية ابل من تحسينه في نظامها الجديد وما الممكن توقعه؟
خلال مؤتمر WWDC الأخير والخاص بالشركة الأمريكية الكبرى، أعلنت Apple عن تحديث جديد لنظام iOS يحمل رقم iOS 11 ويقدم العديد من الميزات الجديدة في محاولة لتقليص فوارق التخصيص والعملية مع منافسيه الأهم: نظام Android في الجوالات الذكية ونظام Microsoft Windows 10 في أجهزة Surface Pro وSurface Book.
الإصدار الجديد لا يحمل ميزات كبرى بالنظر إلى وجودها سابقاً في الأنظمة المنافسة، لكنه يقدم العديد من الميزات والخيارات لمستخدمي النظام السابقين جاعلاً منه أفضل للتحكم ومقدماً تجربة عمل أفضل من أي وقت مضى في أجهزة iPad Pro. كما أن النظام الجديد يشهد توقف الدعم التقني لجوالات iPhone 5 وiPhone 5s وكذلك أجهزة iPad 4 اللوحية بعد سنوات عدة من الدعم.
حتى الآن فالإصدار التجريبي للنظام متاح للمطورين المسجلين لدى Apple فقط، لكنه سيكون متاحاً للعامة بالإصدار التجريبي مع نهاية شهر حزيران\يونيو، وسيصدر رسمياً لاحقاً في خريف العام الجاري مع تقديم جوالات iPhone 8 المنتظرة. هنا بعض من أهم الميزات الجديدة التي يحملها التحديث والمعروفة حتى الآن:
إضافة شريط اختصارات سفلي لأجهزة iPad اللوحية
فكرة شريط الاختصارات السفلي لطالما كانت واحدة من الميزات المهمة لحواسيب Apple ومعلماً أساسياً يميز هذه الأجهزة عن غيرها العاملة بأنظمة أخرى، لكن مع الإصدار الجديد لنظام iOS فهذا الشريط لم يعد حصرياً للحواسيب العاملة بنظام macOS بل بات متاحاً لأجهزة iPad اللوحية كذلك الأمر بشكل يضيف الكثير من العملية لأجهزة iPad Pro ويقوي موقفها في منافسة أجهزة Microsoft Surface ولو أنها لا تزال متأخرة بشكل كبير.
شريط الاختصارات الجديد بات يظهر في قائمة المهام الأخيرة أيضاً (والتي أصبحت تعرض على شكل شبكة في أجهزة iPad) وهذا ما يسهل فتح التطبيقات الجديدة أو التنقل السريع بين التطبيقات وزيادة العملية ومجالات الاستخدام.
السحب والإفلات (تعدد المهام) لأجهزة iPad اللوحية
مع تقديم الإصدار الجديد للنظام لميزة شريط الاختصارات السفلي، فقد تم تقديم ميزة السحب والإفلات معه أيضاً، فمن الممكن سحب بعض التطبيقات المدعومة من الشريط وإفلاتها على الشاشة لتعمل بشكل طافٍ أو تأخذ قسماً من الشاشة بينما القسم الباقي يتم استخدامه بحرية. هذه الميزة جديدة تماماً بالنسبة لأنظمة iOS ومنتظرة منذ زمن بالنسبة لمستخدمي أجهزة iPad وبالتحديد فئة iPad Pro.
الميزة تبدو مشابهة إلى حد بعيد لميزة تعدد المهام الموجودة في جوالات Samsung من الفئة العليا منذ سنوات الآن، فهي تعمل بنفس الطريقة وتقدم فعالية مشابهة للغاية. الأمر الذي جل الميزة تعد متأخرة للغاية هو كونها موجودة في جوالات Samsung وأجهزتها اللوحية وحتى تضمينها ضمن نظام Android لتصبح مدعومة من الجميع قبل أكثر من عام.
حزمة تطوير الواقع المعزز ARkit
هذه الحزمة لا يمكن عدها ميزة مباشرة للمستخدمين حتى الآن، بل هي حزمة تطويرية تستهدف المبرمجين والمطورين وتسمح لهم بتطوير تطبيقات وألعاب تعتمد على تقنيات الواقع المعزز لإضافة أجزاء وأشياء تخيلية إلى البيئة المحيطة بالاعتماد على الكاميرات الخاصة بالجوالات والأجهزة اللوحية. حتى الآن تبدو الاستخدامات محدودة وغير معروفة تماماً حيث تشبه إضافات الواقع المعزز التي أضافتها شركة Sony لجوالاتها منذ تحديث نظام Android 6.0 Marshmallow لكن مع إعلان Apple فمن المتوقع الإفصاح عن إمكانيات أكبر لاخقاً.
يمكن اعتبار إدماج التقنية مع نظام iOS 11 الجديد كرد على كل من Microsoft وGoogle ضمن هذه التقنية، فكل من الشركتين تعملان على مشاريعهما للواقع المعزز منذ سنوات مع تركيز Microsoft على نظارات Hololens للواقع الافتراضي والواقع المعزز، وتطوير Google لتقنية Google Tango. ومع كون كل من Microsoft وGoogle يعملان على التقنية منذ أوام دون أي تغييرات كبرى حتى الآن، فمن غير المعروف متى سنرى التطبيقات الواسعة الانتشار للتقنية المدمجة ضمن نظام iOS الآن، فمن الممكن أن تظهر مع جوال iPhone 8 أو تحتاج لسنوات حتى.
ميزات جديدة لقلم Apple Pencil
يعد قلم Apple Pencil واحداً من الخصائص الحصرية لأجهزة iPad Pro حيث تم تقديمه للمرة الأولى قبل عامين من الآن، وحتى وقت قريب لاقى ردود فعل متفاوتة، خاصة مع محدودية عمله وكونه غير قابل للاستخدام خارج التطبيقات الأساسية لنظام iOS، لكن على عكس السابق، فالقلم سيحظى بتحديثات كبرى مع إصدار النظام الجديد مع ميزات مماثلة للموجودة بأقلام S Pen الخاص بمجموعة Note من Samsung وأقلام Surface Pen الخاصة بفئة Surface من Microsoft.
حتى الآن لا معلومات عن تحديث عتاد القلم لاحقاً، لكن مع العتاد نفسه فالقلم سيحصل على بعض الميزات المنتظرة منذ مدة مثل إمكانية كتابة الملاحظات على شاشة القفل (بشكل مشابه لما تم تقديمه مع جوال Note 5 عام 2015) كما بات النظام يتيح التعرف التلقائي على النصوص وإزاحة تلقائية للنصوص عند الرسم بمسافة قريبة منها.
واحدة من الميزات المنتظرة أيضاً هي إمكانية استخدام تطبيق الملاحظات للمس الضوئي للوثائق مع تعديل الزوايا وإزالة اللمعان ورفع التباين بشكل مشابه لما كان متاحاً في تطبيق CamScanner الشهير منذ سنوات الآن. ومع القدرة على المسح الضوئي للمستندات فمن الممكن استخدام القلم لتوقيعها إلكترونياً ومن ثم مشاركتها بسهولة.
اختصارات جديدة للوحة المفاتيح الخاصة بأجهزة iPad
لفترة طويلة تعرض نظام iOS لانتقادات واسعة كونه مغلقاً للغاية ولا يسمح بخيارات التخصيص المتقدم أو استخدام تطبيقات الطرف الثالث كتطبيقات افتراضية. واحدة من النقاط التي لطالما تم التركيز عليها هي خيار استخدام لوحة مفاتيح مختلفة عن تلك الأساسية والخاصة بالنظام، ومع أن خاصية استخدام لوحات المفاتيح المختلفة تمت إضافتها مؤخراً، فهي لا تزال مليئة بالمشاكل ومزعجة للكثير من المستخدمين مع كونها غير مدعومة بشكل كامل.
التحديث الجديد يجلب بعض الميزات للوحة المفاتيح الرسمية الخاصة بالنظام، حيث باتت تدعم للمرة الأولى الضغط المطول لاستخدام الرموز بدلاً من الحاجة للانتقال للصفحة الثانية، كما أنها قابلة للاستخدام كلوحة تتبع تتيح نقل مؤشر الكتابة بين الحروف. هذه الميزات لي ثورية حقاً، لكن بالنسبة لمستخدمي أنظمة iOS فمن المريح إضافتها أخيراً بعد فترة طويلة من المطالبة بها.
تطبيق لتصفح الملفات وإدارة التخزين السحابي
من الممكن لقول أن هذه المزة هي واحدة من أطول الميزات انتظاراً حتى الآن، فمنذ الأجيال الأولى لجوالات iPhone والمطلبان الرئيسيان للمستخدمين هما إمكانية نقل الملفات من الحاسوب إلى الجوالات\ الأجهزة اللوحية دون الحاجة لتطبيق iTunes المزعج (وهذا ما لم يتحقق حتى الآن) والقدرة على التحكم بالملفات والتخزين السحابي عبر تطبيق مدير ملفات على الجوال\ الجهاز اللوحي.
التطبيق الجديد يدعم التحكم بعدة خدمات للتخزين السحابي مثل iCloud وBox وOne Drive وGoogle Drive وDropbox وغيرها، كما يتيح وصولاً محدوداً إلى الملفات الأخيرة على الجوال الذكي أو الجهاز اللوحي. بطبيعة الحال فالخاصية لا تزال محدودة للغاية مقارنة بنظيرتها الموجودة على نظام Android، لكنها خطوة فب الاتجاه الصحيح وستكون مرضية للكثير من المستخدمين.
ميزات جديدة لتطبيق التراسل iMessages
واحدة من الميزات الأساسية والتي أبقت العديد من مستخدمي أجهزة Apple أوفياء لمنتجات الشركة عبر السنوات هي التطبيق المحبوب iMessages المتاح بشكل حصري لأجهزة Apple فقط. فالتطبيق الشهير مهم جداً لمستخدميه بشكل مشابه لحالة Blackberry Messenger سابقاً والذي كان حصرياً لجوالات Blackberry.
التطبيق الآن بات مدعوماً بخمة التخزين السحابي لمزامنة الرسائل بين الأجهزة المختلفة، كما بات يتيح نقل الرسائل القديمة إلى الجوالات الجديدة أيضاً، ولعل الميزة الأهم الن هي إضافة خاصية ال\دفع الإلكتروني Apple Pay للتطبيق بحيث يمكن إرسال المال للأصدقاء بشكل مباشر داخل تطبيق الرسائل. هذه الميزة جديدة للغاية في الواقع، وعلى الرغم من أنها موجودة في التطبيق الشهير WeChat Messenger، فحتى الآن لا تزال غير مدعومة بشكل مسبق من قبل أي من المنافسين.
تحديثات وصوت جديد للمساعد الشخصي Siri
واحدة من الميزات المركزية لأنظمة Apple المتعددة هي وجود المساعد الشخصي Siri فيها، حيث يد واحداً من أكثر المساعدات الشخصية استخداماً (لا يسبقه هنا إلا مساعد Google Assistant الشخصي). الإصدار الجديد للنظام يحمل معه تحديثاً لخوارزميات عمل المساعد الشخصي بشكل يجعله أفضل من الأوقات السابقة، وعلى الرغم من أن التجارب الأولية لم تظهر اختلافات حقيقية في الأداء، فمن الممكن أن تكون لا تزال مخفية نسبياً أو تضاف لاحقاً بشكل متتابع مع اقتراب موعد الصدور الرسمي للنظام.
صوت المساعد الشخصي الأنثوي قد تم تعديله بشكل طفيف أيضاً، فهو يبدو أقرب للصوت الحقيقي من قبل، كما تمت إضافة صوت ذكري أيضاً لإرضاء مختلف أنواع المستخدمين.
تغييرات كبرى في مركز التحكم
مركز التحكم الخاص بالنظام كان ميزة جديدة ومحبوبة للغاية مع تقديمها قبل عامين، لكن مع كون مركز التحكم السابق جامداً وغير قابل للتعديل فقد كان تحت انتقادات مستمرة من كونه لا يضاهي ما هو موجود في مختلف توزيعات Android المتعددة. لكن مع التحديث الجديد فمركز التحكم جاهز لإضافة العديد من الاستخدامات الممكنة له مع تصميم جديد.
مركز التحكم الجديد بات يجمع خيارات التحكم بالموسيقى والإضاءة ومستوى الصوت بالإضافة لإعدادات سريعة واختصارات للتطبيقات كذلك، وللمرة الأولى فهو قابل للتخصيص (ولو جزئياً) بإضافة أو إزالة اختصارات محددة منه. التصميم الجديد يبدو غريباً للوهلة الأولى، ويتطلب فترة من الاستخدام للاعتياد عليه بشكل كامل بطبيعة الحال، فهو مختلف تصميمياً بشكل كبير عن الإصدار السابق.
دمج مركز الإشعارات مع شاشة القفل
الإصدار الجديد يحمل أيضاً تصميماً جديداً لمركز الإشعارات، فمكان قراءة الإشعارات الأخيرة بات منظماً بشكل أفضل وربما مصمماً بطريقة أجمل، إلا أنه بات يستخدم نفس عرض شاشة القفل دون أي تغييرات، فعند سحب الشريط العلوي تظهر الإشعارات وفوقها الساعة والتاريخ تماماً كما في شاشة القفل عند الضغط على زر التشغيل.
بالحديث عن شاشة القفل، فواحدة من الميزات التي يبدو أن النظام الجديد يفتقدها هي إمكانية التوقف عند شاشة القفل مع استخدام حساس البصمة، فسابقاً ان من الممكن لمس حساس البصمة لمسة سريعة لفتح شاشة القفل وظهور الإشعارات سريعاً أو لمسه لمدة أطول لفتح الجوال. حالياً أصبح ذلك غير ممكن مع كون أي لمسة تعني فتح شاشة الجوال، فالطريقة الوحيدة للوصول لشاشة القفل هي استخدام مفتاح التشغيل الموضوع في مكان غير مريح أعلى الحافة اليمنى للجوال.
إيقاف الإشعارات عند القيادة
مع كون استخدام الجوالات الذكية أثناء القيادة واحد من أكثر مسببات الحوادث المرورية في العالم، فالنظام الجديد يحرص على إضافة مستوى أقصى من الأمان عن طريق إيقاف مؤقت لوصول الإشعارات أثناء القيادة بحيث لا يتشتت ذهن السائق نتيجة صوت أو اهتزاز الجوال، فتشتت الانتباه يحمل أخطار كبيرة سواء على السائق ومن معه في السيارة، أو على المارة أو السائقين الآخرين.
في النهاية، من المهم تذكر أن الميزات المطروحة هنا ليست نهائية بعد، فالنظام لا يزال ضمن المرحلة التجريبية وسيحتاج لبضعة أشهر قبل صدوره بشكل رسمي، حتى ذلك الوقت من الممكن أن تتم إضافة ميزات أخرى جديدة أو حتى التخلي عن بعض الإضافات الجديدة في حال تسببت ببطء الجوال مثلاً أو لم تكن مناسبة للمستخدمين والمبرمجين.
- [[PropertyDescription]] [[PropertyValue]]