ما هي أبرز الفروقات بين هواتف سامسونج جلاكسي S8 وآيفون 7؟
مقارنة شاملة بين هاتفي سامسونج جالاكسي S8 وآيفون 7 من حيث التصميم والأداء ونظام التشغيل
من المعروف لدى الجميع بأن شركتي سامسونج وأبل تتربع على عرش الهواتف الذكية في العالم اليوم، كما أنها تنافس بعضها البعض في مجالات مختلفة، كأجهزة التابلت واللابتوب مثلاً؛ إلّا أننا شهدنا مؤخراً، وتحديداً فيي عالم الهواتف الذكية، منافسة محتدمة بينهما،مع الإشارة إلى أن شركة سامسونج عادة ما تطلق هواتفها فيي الربيع، فيما تنتظر أبل حتى الخريف لإطلاق هواتفها الجديدة، هذا الفارق الدائم يعني أن المقارنة ستكون دوماً متحيزة زمنياً عند مقارنة هاتف جديد بآخر صدر منذ 6 أشهر.
وبعد المشاكل الكبرى التي واجهت عملاق الصناعة التقنية الكوري الجنوبي سامسونج في العام الماضي، وحوادث انفجار بطاريات هواتف سامسونج جلاكسي نوت 7، كانت الشركة في موقف حرج، وأمام اختبار حقيقي لإنتاج هاتف متميز يغطي على سابقه سيء السمعة من ناحية، وليتغلب على المنافسين الراغبين بالحصول على حصة سامسونج السوقية من ناحية أخرى.
ومع كون هاتف آيفون 7 هو آخر هواتف شركة أبل حتى الآن، فهو المرشح الأفضل للمقارنة مع هاتف جلاكسي S8 الجديد، حيث أن المقارنة بينهما ستتضمن عدة مجالات مهمة للمستخدمين؛ نستعرضها فيما يلي:
التصميم: شاشة منحنية أم شكل تقليدي؟
قبل بضعة أعوام قدمت سامسونج فكرة الشاشات المنحنية في هاتفها جلاكسي نوت إيدج للمرة الأولى، ومنذ ذلك الوقت تمدد هذا السياق التصميمي ليشمل هواتف سامسونج جلاكسي S6 إيدج ولاحقه سامسونج جلاكسي S7 إيدج كذلك، جاعلاً من التصميم الجديد علامة مميزة للشركة.
لكن الهاتف الجديد يأتي حصرياً بالشاشة المنحنية؛ حيث لا وجود لإصدار ذو شاشة مسطحة منه بعد الآن، كما أن تقنية "إنفينيتي إيدج" الجديدة سمحت بتمدد الشاشة، بحيث تغطي كل الواجهة الأمامية تقريباً، سامحة بامتلاك الهاتف لشاشة أكبر بكثير من منافسه، دون أن يكون أضخم حجماً بشكل واضح، لكن بالمقابل، فالشركة ارتكبت خطأها الأساسي ربما بنقل حساس البصمة إلى الناحية الخلفية أو الواجهة الخلفية إلى جانب الكاميرا، حيث أثار الأمر الكثير من عدم الرضا بين المستخدمين.
ومن جهة أخرى، يأتي هاتف آيفون 7 بتصميمه المعتاد والمحبوب، وبدلاً من الزجاج الذي يغطي منافسه، فهاتف آيفون الأخير هذا مصنوع من سبائك الألمنيوم، مع خطوط على الهيكل تحدد مكان هوائيات الإرسال والاستقبال الخاصة بالهاتف، كما أنه يحتفظ بحساس البصمة في الجهة الأمامية أو الواجهة الأمامية.
لكن مع ذلك؛ فالهاتف بات يمتلك تصميماً مكرراً الآن، كون التصميم لا يختلف بشيء تقريباً عن سابقيه آيفون 6 وآيفون 6S، حيث من الممكن أن يخطئ المستخدم العادي في التمييز بين هذه الأجهزة بسهولة، وعلى عكس الحواف شبه المعدومة للمنافس، فحواف الهاتف عريضة وكبيرة، مما يجعل حجمه كبيراً للغاية مقارنة بشاشته الصغيرة نسبياً، كما أنه لا يحوي منفذ سماعات المعروف بمنفذ 3.5 mm المهم للكثير من المستخدمين.
بمقارنة الطرفين، فعلى الرغم من المكان الغريب وغير العملي لحساس البصمة في هاتف جلاكسي S8، فالتصميم العام والشاشة المنحنية وغياب الحواف تقريباً يجعلانه متفوقاً بمراحل على التصميم المكرر لهاتف آيفون 7 المنافس. ومع أن الأمر يبقى في النهاية خياراً شخصياً بين التصميمين، فغالبية المستخدمين يميلون للتصميم الجديد المبتكر بدلاً من السابق المكرر.
الشاشة: الحجم والتقنية والدقة كلها تصب في صالح جلاكسي S8
عند المقارنة بين شاشات الهواتف الذكية؛ فالأمر يعتمد على 3 محاور أساسية لتحديد الأفضل: حجم الشاشة، وتألق الألوان (التابع للتقنية المستخدمة)، ودقتها كذلك، وعلى الرغم من أن شاشات هواتف آيفون لطالما كانت جيدة، فهي لا تستطيع منافسة شاشات سامسونج التي يوافق الخبراء على كونها الأفضل في العالم اليوم.
بالمقارنة بين الشاشتين، فالتفوق يبدو كبيراً لشاشة هاتف سامسونج الجديد، فهي بقياس 5.8 إنش مقابل 4.7 إنش فقط لآيفون، كما أنها تستخدم تقنية Super AMOLED التي تمتلك ألواناً براقة ولوناً أسود داكناً، فيما لا يزال هاتف أبل يستخدم شاشات من نوع IPS LCD، والتي وإن كانت ممتازة بالحالة العادية، فهي لا ترقى لمنافسة شاشة هاتف جلاكسي S8 الجديد.
عند النظر إلى دقة الشاشة لكل من الهاتفين، فالفرق يبدو كبيراً للغاية، فهاتف آيفون 7 يستخدم شاشة بدقة 750x1334 بكسل فقط، بالمقابل فشاشة هاتف جلاكسي S8 تأتي بدقة 1440x2960 بكسل، أي أكثر دقة من مقابلتها بحوالي 4 مرات، ومع أن شاشة الأخير أكبر بشكل ملحوظ، فكثافة الشاشة لديه أكبر كذلك، فمقابل كثافة 326 بكسل\إنش لهاتف آيفون 7، فالكثافة هي 570 بكسل\إنش للمنافس جلاكسي S8.
الأداء والتطبيقات والألعاب
بالنظر للمواصفات الإسمية فقط، فالتفوق كبير للغاية لهاتف جلاكسي S8، لكن كون الهاتفين يعملان ضمن بيئتين برمجيتين مختلفتين جذرياً، فالأرقام لا تعطي صورة حقيقية لأداء كل منهما في الحياة الواقعية، لذا يجب تجربة كل منهما جنباً إلى جنب، ودون تغيير الإعدادات الأساسية لمعرفة الهاتف الأفضل.
بعد العديد من الاختبارات لسرعة كل من الهاتفين في فتح التطبيقات والألعاب، فالنتيجة أتت متفاوتة إلى حد بعيد؛ لكنها متقاربة بالنظرة العامة، ففي المجالات كافة لا فرق ملحوظ في الأداء، إلا أن هاتف آيفون 7 يتفوق في سرعة تشغيل الألعاب في معظم الحالات على منافسه، فيما يتفوق جلاكسي S8 بسرعة "الإقلاع" وسرعة فتح التطبيقات والاحتفاظ بالتطبيقات في ذاكرة التخزين العشوائي كذلك، بالمحصلة يعود الفصل في الأمر إلى المستخدم نفسه، فكل من الهاتفين متفوق على الآخر في مجالات معينة فقط، ولا نصر حقيقي لأي منهما.
بالإضافة للأداء، فمساحة التخزين واحدة من النقاط المهمة للغاية في الهواتف الذكية اليوم، وبينما يأتي هاتف آيفون بخيارات سعة تخزين داخلي تتراوح بين 32 و256GB، فيما أن المنافس جلاكسي S8 يأتي بخيار وحيد هو 64GB، لكنه يمتلك ميزة إضافية بكونه يدعم استخدام بطاقات الذاكرة حتى 256GB، مما يجعله أكثر قابلية للترقية من منافسه آيفون 7.
واجهة النظام وقائمة التطبيقات
يأتي كل من الهاتفين من بيئة نظام تشغيل مختلفة تماماً عن الأخرى، مع ميزات وعيوب لكل منهما، فبينما يقدم نظام iOS ثباتاً عالياً وسهولة كبيرة في التعامل معه، فهو مغلق إلى حد بعيد، وغير قابل للتخصيص كفاية، مما يجعله مقيداً ومخصصاً للمستخدمين الذين لا يهتمون كثيراً بتغيير شيء.
في المقابل، فنظام أندرويد مفتوح المصدر، وقابل للتخصيص بأشكال كثيرة، حيث يمكن تغيير كل شيء، بداية من الأيقونات على الشاشة والاختصارات السريعة، حتى واجهة النظام بالكامل، وشكله وطريقة التعامل معه، لكن هذه الخيارات المتعددة تجعل نظام أندرويد بعيداً نسبياً عن محبي البساطة.
لا يمكن الجزم بتفوق أي من النظامين على الآخر، فكل منهما يقدم ميزات أفضل من الآخر في مجالات ما ويتأخر في مجالات أخرى، لذلك يبقى الخيار شخصياً تماماً وتابعاً لتفضيلات المستخدم والواجهة الأكثر مناسبة له.
الكاميرات الخلفية والأمامية
على الرغم من أن الكاميرات المزدوجة أصبحت منتشرة للغاية في الهواتف الذكية مؤخراً، فهاتف جلاكسي S8 يستمر باستخدام كاميرا مفردة فقط، مع ترقيات طفيفة عن كاميرا سابقه جلاكسي S7، لكن هذا لا يعني أنها سيئةة بأي حال من الأحوال، فكاميرا الجيل السابق كانت الأفضل حتى قدوم هاتف Google Pixel أواخر العام الماضي، كما أنها تفوقت على كل من آيفون 7 وآيفون 7 بلس ذو الكاميرا المزدوجة في اختبارات الأداء، مما يعني أن الكاميرا الجديدة واحدة من أفضل الخيارات المتاحة، إن لم تكن الأفضل.
لكن على الرغم من التفوق في مجال الإضاءة الضعيفة وواقعية الألوان، فالكاميرا باتت خياراً شخصياً إلى حد بعيد في هواتف اليوم، وبينما يفضل البعض كاميرا معينة؛ يفضل آخرون خيارات أخرى، بالنتيجة لا يمكن حسم المنافسة هنا، فكل من الهاتفين يمتلك كاميرا بدقة 12MP وجودة عالية جداً للصور الملتقطة.
في مجال الكاميرا الأمامية، فالفرق بين الهاتفين يبدو واضحاً، فعدا عن كون كاميرا هاتف جلاكسي S8 الأمامية الجديدة ذات دقة أعلى (8MP مقابل 7MP لهاتف آيفون 7) فهي تمتلك ميزة غائبة منذ زمن عن الكاميرات الأمامية، وهي التركيز التلقائي أو الضبط التلقائي، مما يجعلها أفضل كاميرا أمامية للهواتف الذكية اليوم بفضل قابليتها للتأقلم مع مختلف الظروف.
الصوت والسماعات
يبدو الفرق في صوت الهاتفين واضحاً للغاية ومنحازاً لجهة آيفون 7، الذي يتمتع بمكبري صوت بدلاً من واحد فقط موجود في هاتف جلاكسي S8 الجديد، فالمكبرات المزدوجة تعطي صوتاً أكثر حيوية وبمستوى أعلى ودقة ممتازة تجعل تفوق هاتف آيفون هنا لا شك فيها.
لكن على عكس حالة مكبرات الصوت، فمجال السماعات يشهد تفوق جلاكسي S8 بشكل لا شك به، فهو يمتلك منفذ سماعات من قياس 3.5 mm، وهو المنفذ الذي كانت قد تخلت عنه أبل مؤخراً، كما أن الهاتف الجديد يأتي مزوداً بسماعات ممتازة من نوع AKG مجاناً (حيث يبلغ سعرها منفصلة حوالي 100 دولار أمريكي)، وهي أفضل بمراحل من سماعات Ear Pods الخاصة بآيفون، والتي باتت تعتمد على منفذ Lightening المستخدم أيضاً للشحن ونقل البيانات.
في النهاية، يبقى الاختيار بين الهاتفين تابعاً لتفضيلات المستخدمين بالدرجة الأولى، فالكثير من المستخدمين لا يغيرون نوع هواتفهم حتى مع توافر خيارات أخرى، لأنهم اعتادوا التعامل معها بالدرجة الأولى؛ ولكن بالنظر للأمر من ناحية موضوعية لا شخصية، فمعظم المجالات تخضع لهيمنة هاتف سامسونج جلاكسي S8، والذي سيشكل خصماً قوياً للغاية لهاتف آيفون القادم في الربع الأخير من العام الحالي.
- [[PropertyDescription]] [[PropertyValue]]