هل تتدارك شركة أبل نفسها في العام 2017؟
سؤال يطرحه جمهور ايفون في شتى أنحاء العالم، مع إتمام شركة أبل لعامها العاشر في تصنيع ايفون، هل ستحتفظ بمركزها المرموق في عالم الجوالات الذكية؟
في التاسع من كانون الثاني/يناير من العام 2007، أزاحت شركة أبل الأمريكية الستار عن أول جوالاتها الذكية، جوالات ايفون من الجيل الأول، وهي جوالات ايفون 2G، ليتبع ذلك في حزيران/يونيو من العام 2008 إعلان الشركة عن جوالات ايفون 3G.
وواصلت شركة أبل عقب ذلك تطوير جوالاتها الذكية وإصدارها عاماً بعد عام، وصولاً إلى جوالات ايفون 7، والتي أعلنت عنها الشركة في أيلول/سبتمبر من العام الماضي 2017.
وما دخولنا في شهر كانون الثاني/يناير 2017، تكون شركة أبل قد أتمّت عامها العاشر منذ قيامها بإزاحة الستار عن أول جوال ذكي لها، وقد حملت هذه الأعوام الكثير من المنعطفات والمتغيّرات التي مرت بها الشركة، وعلى رأسها رحيل مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي السابق ستيف جوبز.
حقبة ستيف جوبز (العصر الذهبي لشركة أبل)
منذ العام 1976، أي منذ تأسيس شركة أبل على يد ستيف جوبز ورفيقيه ستيف ووزنياك ورونالد واين؛ عمل جوبز على تطوير قطاع التكنولوجيا بشكل عام، أو لنقل الحواسيب والكمبيوترات في ذلك الوقت، واستطاع جوبز الحفاظ على كمبيوترات أبل بوصفها أحد أفضل الأجهزة الإلكترونية في العالم، حيث كانت ولا تزال الأجهزة المفضلة للكثير من فئات قطاعي الأعمال والإنتاج الفني، وعلى رأسها التصميم الجرافيكي ومونتاج الأفلام، وغيرها.
لكن أحلام ستيف جوبز لم تقف عن ذلك الحد، فقد قاد حركة تغيير وتطوير هائلة في قطاع التكنولوجيا، وقد شملت ثورته التكنولوجية أجهزة لم تكن موجودة في العالم، كأجهزة الاستماع إلى الموسيقى والأغاني مثل آي بود، وأجهزة الجوالات الذكية مثل آيفون، والتابلت مثل آي باد، وغيرها من المنتجات التكنولوجية التي أبصرت النور في عهد جوبز.
وبعد ثلاثة أعوام فقط على تأسيس الشركة، كان جوبز قد نجح في طرح نماذج كمبيوتر ذات طابع خاص، وبدأت التقرير المالية للشركة تشهد نمواً كبيراً، ليصبح في رصيد الشركة أكثر من 130 مليون دولاراً أمريكياً في العام 1980.
لم يقتصر عهد ستيف جوبز على الأجهزة الإلكترونية، بل شمل أيضاً البرمجيات وأنظمة تشغيل الحواسيب، والكثير الكثير من البرمجيات والأجهزة التكنولوجية الأخرى، التي وضعت أبل على رأس قائمة الشركات العاملة في عالم التكنولوجيا في العالم.
في كانون الثاني/يناير من العام 2007، أعلن ستيف جوبز عن جوالات ايفون للمرة الأولى، ضمن احتفال كبير أقامته الشركة في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا خصيصاً لهذا الحدث، الأمر الذي شكّل ثورة في عالم الهواتف النقالة أو المحمولة أو الخلوية، نظراً لكون ذلك الجوال كان الأكثر ذكاءً في ذلك الوقت، جوال يمتلك شاشة لمس ونظام تشغيل سهل الاستخدام.
ذلك الإعلان فتح الباب على مصراعيه لبداية عصر جديد في عالم الهواتف النقالة، حيث بدأت الشركات تطوّر تقنياتها وأجهزتها لتدخل عالم الجوالات الذكية، الذي يعود الفضل في إطلاقة لستيف جوبز.
آخر الجوالات الذكية التي صدرت في عهد ستيف جوبز كانت ايفون 4، والتي شكّلت وقت صدورها ثورة حقيقية في عالم الجوالات الذكية، ولاقت صدى كبيراً وإيجابياً لدى المستخدمين، ولا يزال جمهور شركة أبل ينظر إلى تلك الجوالات بعين الإعجاب، على الرغم من أن الشركة أصدرت عقب ذلك جوالات ايفون 5، ايفون 6، وايفون 7.
رحل ستيف جوبز عن العالم في تشرين الأول/أكتوبر 2011، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، حيث كان المرض قد أصابه لأول مرة في العام 2003، في البنكرياس، ودخل بعدها في خطوات العلاج وصولاً إلى العام 2011 حين توفي.
عقب رحيل ستيف جوبز، دخلت شركة أبل في دوامة تساؤلات كبيرة، حيث أصبح جمهور عريض من المهتمين بعالم التكنولوجيا يرى بأن منتجات أبل بعد ستيف جوبز يتخللها عيوب كبيرة، منها ما يتعلّق بالتصمصم، ومنها ما يتعلّق بعدم تقديم شيء جديد... إلخ من التساؤلات.
شركة أبل اليوم
آخر ما أعلنت عنه شركة أبل كان جوال ايفون 7، وذلك في أيلول/سبتمبر من العام الماضي 2016، وقد رأت قطاعات واسعة من الخبراء والتقنيين آنذاك بأن جوالات ايفون 7 لم تحمل أي جديد حقيقي، وبأن جوالات ايفون 7 هي نسخ محسنة لجوالات ايفون 6، وذلك من حيث وضوح الكاميرا وأداء البطارية، ومقاومة الماء، وأخيراً الاستغناء عن منفذ سمّاعات الرأس ودمجه مع منفذ الشحن.
وكانت شركة أبل قد حذّرت بعد ذلك، وبالتحديد في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2016، بأن 90% من جوالات ايفون التي تباع عبر موقع أمازون هي جوالات مقلّدة، في الوقت الذي تخوض فيه الشركة صراعاً كبيراً مع الشركات التي تقلّد جوالات ايفون، حيث وصل الأمر بها إلى تقديم شكاوى بهذا الخصوص بحق أكثر من 50 شركة، تتهمها أبل بتقليد جوالاتها وعلامتها التجارية.
ولكن؛ وعلى الرغم من كل ما مرت به شركة أبل، بداية برحيل ستيف جوبز، وليس انتهاءً بتقليد جوالاتها وبيعها بأسعار زهيدة، إلّا أنها تمكّنت خلال 10 سنوات من بيع أكثر من مليار جهاز ايفون من جميع الأجيال، والتي احتوت على 15 طرازاً، وذلك منذ إصدار جوال ايفون لأول مرة في العام 2007 وحتى يومنا هذا.
هذه الأرقام الخاصة بمبيعات ايفون أمّنت ما نسبته 60% من أرباح أبل، ودعمت رأس مال الشركة حتى أصبحت الشركة الأكبر في العالم من حيث رأس المال.
ماذا يحمل الغد لشركة أبل؟
تستعد أبل في العام 2017، ومع مرور 10 أعوام على إطلاق أول جهاز ايفون، لإطلاق الجيل الثامن من جوالاتها الذكية أو ايفون 8، والذي تحدّثت بعض التقارير الصحفية غير الرسمية عن كونه سيكون مقاوماً للماء والأتربة بشكل أفضل من جوالات ايفون 7، وبأنه سيكون مزوّداً بشاشة كاملة من الزجاج، مع دون حواف على الأطراف اليمنى واليسرى والسفلية، وبأنه سيعمل بتقنية الشحن اللا سلكي.
وقالت تلك التقارير بأن مستشعر التعرّف على بصمة الأصبع لفك قفل الجهاز سيكون على تلك الشاشة من الأسفل، كما رأت قطاعات واسعة من الخبراء والتقنيين بأن جوال ايفون 8 سيكون بمثابة مصالحة مع جمهور أبل، وبأنه سيشكّل ثورة جديدة في عالم الجوالات الذكية، نظراً لكونه سيحمل تغييراً جذرياً وحقيقياً، سواء من حيث الشكل، أو من حيث المواصفات.
لا يمكننا الجزم بأن جوالات ايفون 8 ستحمل تلك المواصفات، نظراً لكون شركة أبل تتكتم في العادة بشكل كبير على أجهزتها الجديدة، وتحرص على عدم تسرّب أي أخبار تتعلّق بمواصفات وأشكال تلك الأجهزة، وذلك إلى حين الإعلان الرسمي عن تلك الأجهزة، في احتفالية تقيمها الشركة في العادة من أجل ذلك الحدث.
هل سيبدأ نجم أبل بالأفول التدريجي؟
الكثير من التقارير الصحفية والخبراء والتقنيين يطرحون هذا السؤال ونحن على أعتاب العام 2017، هل بدأ عصر نهاية تفرّد ايفون؟
الحقيقة أن عالم الجوالات الذكية بات مليئاً بالابتكارات والأفكار الجديدة، والتي لم تعد حكراً على شركة أبل، فمن جهة تواصل شركة سامسونج الكورية الجنوبية محاولاتها لطرح كل ما هو جديد، ومن جهة أصبحت الشركات الصينية من أبرز المنافسين في هذا العالم، وعلى رأسها شركة هواوي الصينية.
وتشير بعض الدراسات والتقارير الصحفية إلى أن العصر الذهبي لايفون بدأ نهايته، وتستدل تلك الدراسات والتقارير على ذلك بأرقام مبيعات ايفون الخاصة بالعام 2016، حيث شهد العام 2016 تراجع مبيعات ايفون، وسط تراجع مستويات الطلب عليها، وبالأخص في الصين، التي فاجأت شركاتها الأسواق والمستخدمين في العام 2016 بإصدار جوالات ذكية متميّزة، وبالتحديد شركة هواوي.
وترى ذات التقارير بأن أوضاع مبيعات أبل كان من المفترض لها أن تكون أسوأ من ذلك، لولا الأزمة التي هزّت المنافس الأبرز لأبل وجوالات ايفون، شركة سامسونج الكورية الجنوبية وجوالات جلاكسي، وهي أزمة انفجار بطاريات جوالات جلاكسي نوت 7، الأمر الذي اضطر الشركة إلى سحب تلك الجوالات من الأسواق، مما كبّدها خسائر فادحة.
لا يمكننا الجزم بكل هذا بالتأكيد، فعلامة أبل التجارية تحظى بالكثير من الثقة لدى جمهور المستخدمين، إلّا أننا في موقع لبيب أحببنا عبر هذه المقالة أن ننقل لكم آخر ما تناولته التقارير الصحفية وآراء الخبراء حول ما وصلت إليه شركة أبل عقب 10 أعوام على إصدار أول جوال ايفون!
- [[PropertyDescription]] [[PropertyValue]]