هل طول كابل الشحن وناقل البيانات يؤثر على الجودة؟
بعد أن كانت الهواتف سابقا تحوي منفذا خاصاً للشحن ومنفذ آخر من نوع USB يستخدم لنقل البيانات ولكن الشركات دمجتهم
بعد أن كانت الجوالات سابقا تحوي منفذا خاصاً للشحن ومنفذ آخر من نوع USB يستخدم لنقل البيانات، أصبحت أغلب شركات الجوالات الذكية اليوم تستفيد من كون وصلات USB المصنوعة من الاسلاك النحاسية لديها القدرة على نقل التيار الكهربائي وتستخدم منفذ USB في الجوال ليقوم بكل من نقل البيانات وشحن الجوال في آنٍ واحد.
وحيث أن المستخدم قد لا يملك دوما قابسا كهربائيا قريبا منه دوما يفضل العديد من المستخدمين استخدام كابلات USB طويلة لحل هذه المشكلة، ولكن هل يخلق هذا الحل مشكلة جديدة ويقلل من سرعة الشحن أم أن طول الكابل لا يحمل أي تأثير على أداء الشحن وسرعة نقل البيانات؟
كابلات USB
قبل أن نتحدث عن سرعة النقل في كابلات الشحن يجب أولا أن نعرف محتويات كابل USB من الداخل ففي حال كنت قد قطعت كابلا خاصا بهاتفك المحمول سابقا فعلى الاغلب أنك شاهدت بداخله أربعة أسلاك كهربائية مختلفة الألوان كما هو موضح في الصورة، وحيث أن لكابل USB مهمتين هما نقل البيانات ونقل التيار الكهربائي، فمن المهم أن نعرف أن السلكين الأبيض والاخضر هما المسؤولان عن نقل البيانات بين الجوال والحاسوب بينما يستخدم السلكان الأحمر والأسود لنقل التيار الكهربائي، وهو ما يهمنا في عملية الشحن.
المقاومة الكهربائية
تقاس سرعة الشحن للجوال بمقدار التيار الكهربائي الذي يمرره في كل لحظة وحيث أن جميع الجوالات المحمولة تستخدم تيارا جهده 5 فولت لشحن البطارية فالعامل الذي يؤثر على سرعة الشحن وعلى التيار الكهربائي الذي يمر في الكابل هو مقاومة الكابل لمرور التيار، حيث أن مقاومة أكبر للكابل تعني مرور تيار أقل وسرعة شحن منخفضة وبالمقابل عند انخفاض المقاومة تزداد سرعة الشحن، ولفهم كيفيةِ تأثير المقاومة على الشحن لابد من فهم المبدأ الفيزيائي أولا، فكما يظهر لدينا من العلاقة فالمقاومة تتعلق بثلاثة عوامل وهي طول السلك وثخانته ونوع المادة المستخدمة في صناعة السلك.
- ثخانة السلك
لا بد أنك لاحظت عند شرائك لكابل USB وجود العديد من الخيارات فهناك العديد من الكابلات بألوان مختلفة وأشكال متنوعة وأيضا هناك كابلات بثخانات مختلفة، تؤثر الثخانة بشكل كبير على المقاومة فكابل ذو ثخانة أكبر يعني مقاومة أقل ومرور تيار أكبر، وبالتالي فهو يعني شحناً أسرع لجوالك، بالإضافة لذلك ثخانة أكبر للسلك تعني وجود كمية أكبر من المعدن وهذا يفسر كونه أغلا ثمنا من الكابلات القليلة الثخانة.
- نوع المعدن
رغم أن كافة أنواع المعدن موصلة للتيار الكهربائي إلا هناك فرقا كبيرا لقدرتها على نقل الكهرباء فتختلف المقاومة بين المعادن تبعا لنوعها، حيث يعد النحاس أفضل المعادن لتوصيل الكهرباء نظرا لكونه يمتلك مقاومة نوعيّةً أقل من باقي المعادن لذا نجد أنّ أغلب الشركات تستخدم الأسلاك النحاسية في تصنيع كابلات الشحن الخاصة بها، لكن نظرا لكون النحاس غالي الثمن تعمد بعض الشركات المصنعة على استخدام معادن أخرى لتصنيع كابلات أرخصَ ثمناً، ورغم أنها قد تبدو مشابهة للأصلية من الخارج إلا أن مقاومتها العالية للتيار تعني أنها ستسبب مرور تيار أقل وبالتالي عملية شحن أبطأ.
- طول السلك
كما نلاحظ من العلاقة فالمقاومة لمرور التيار تزداد مع ازدياد طول السلك وبالتالي عند المقارنة بين كابلين من نفس النوع ونفس الثخانة لكن بطولين مختلفين يكون التيار الكهربائي الذي يمر في الكابل القصير أكبر وبالتالي الكابل الأقصر يعني نظريا شحنا أسرع للجوال.
العلاقة بين نوع الجوال والشحن
الآن بعد فهمنا العلاقة بين سرعة الشحن ونوع الكابل فهل يعني استبدال الكابل الذي نستخدمه بكابل أقصر وثخانة أكبر أننا سنزيد من سرعة الشحن بحيث تمتلئ البطارية بوقت أقل؟
في الوقع فالإجابة لهذا السؤال ليس من الضروري أن تكون نعم، فعملية الشحن لا تعتمد على كابل الشحن فقط فبالرغم من أن استبدال الكابل بكابل أقصر وأكثر ثخانة ومن نوع جيد سيعني إمكانية مرور تيارٍ أكبر إلا أن هناك حداً للتيار الكهربائي الذي تمرره دارة الشحن الموجودة في الهاتف، فعند استخدمنا كابلين أحدهما يمرر تياراً قدره 2A والآخر يمرر تيارا قدره 1A لشحن نفس الجوال ستلاحظ فرقاً في سرعة الشحن في حال كان الهاتف يسمح بمرور تيار شدته أكبر من 1A لكن في حال كانت دارة الشحن لا تسمح بمرور أكثر من 1A فكلا الكابلين سيستغرقان نفس المدة لشحن الجوال، وعندها سيكون استعمال الكابل الذي يمرر 2A مجرد هدر للمال بدون أي زيادة فعلية في سرعة الشحن.
تأثير نوع البطارية على سرعة الشحن
كما هو الحال بالنسبة للكابلات المستخدمة في الشحن لا تأتي جميع البطاريات بنفس المواصفات فالبطاريات لا تختلف فقط من ناحية الحجم والسعة بل تختلف أيضا من حيث مقدار التيار الذي تسمح بتمريره، فكما هو الحال في كافة القطع الالكترونية تمتلك البطارية مقاومة داخلية يُحدد على أساسها مقدار التيار الأعظمي الذي تسمح بمروره، ولهذا نجد أن بطاريات بعض الجوالات الذكية تدعم خاصية الشحن السريع في حين أن هناك العديد من بطاريات الجوالاتا الأخرى لا تمتلك هذه الخاصية.
استطاعة الشاحن
يعد الشاحن في الحقيقة أحد أهم الأجزاء لعملية الشحن فهو الذي يؤمن التيار الكهربائي الذي سيستخدم لشحن بطارية الجوال، وعند البحث في السوق ستجد العديد من الأنواع والاشكال المختلفة، ولكن أهم جزء يجب الانتباه إليه عند شراء الشاحن هو الاستطاعة، وهي التي تحدد مقدار الطاقة الكهربائية التي ينتجها، وعند النظر إلى الشاحن قد لا تجد مقدار استطاعته مسجلاً حيث تقوم الشركات بوضع قيمة التيار الكهربائي الذي ينتجه الشاحن بدلا من الاستطاعة.
سرعة نقل البيانات
رغم أن كابلات USB تستخدم لنقل البيانات عن طريق تحويلها لإشارات كهربائية إلا أنّ العامل الأساسي الذي يؤثر على سرعة نقل البيانات ليس طول الكابل أو مقدار التيار الذي يمر فيه بل هو في الحقيقة نوع منفذ ال USB، ففي حال استخدامك لكابل USB 1.1 ستحصل على سرعة نقل بمقدار 12 ميغابت في الثانية بينما تصل سرعة نقل البيانات الى 480 ميغابت في الثانية عند استخدام وصلات USB 2 وتبلغ 5غيغابت في الثانية عند استخدام كابلات من نوع USB 3 في حين أن استعمال الجوال لمنفذ USB-Type C سيعني الحصول على سرعة نقل تصل حتى 10 غيغابت في الثانية. ولكن يجب الانتباه الى نقطة مهمة حيث أن نقل البيانات بين جهازين سرعة الكتابة على أحدهما أبطأ من الآخر سوف يعني أن نقل الملفات سوف يتم بسرعة نقل الجهاز الأقل سرعة بينهما.
في النهاية كما يتبين لدينا فإن استعمال كابل شحن أطول له تأثير على سرعة شحن الجوال لكنه ليس العامل الوحيد مما يعني أن بإمكانك استخدم كابل طويل مع الحصول على سرعة شحن جيدة عند اختيار كابل بمواصفات تناسب جوالك الذكي، وحيث أن التيار الكهربائي لا يخرج من الشاحن بشكل تلقائي بل يتم سحبه عند وصل الجوال فإن استخدامك لشاحن وكابلات قادرة على تمرير تيار كهربائي أكبر مما يسحبه الجوال لن يمنحك شحناً أسرع بل سيعني أنك هدرت مزيداً من المال دون الحصول على أي فائدة فعلية.
- [[PropertyDescription]] [[PropertyValue]]