تطوّر جوالات هواوي P من البداية وحتى جوال P10 الجديد
كيف تطوّرت سلسلة جوالات هواوي P؟ وكيف بإمكاننا المقارنة بين جوالات تلك السلسلة؟
تعد شركة هواوي الصينية واحدة من اللاعبين الأساسيين على الساحة العالمية اليوم، فالشركة التي باتت تسيطر على 10% من سوق الجوالات الذكية تنمو بشكل مضطرد، حيث ارتفعت مبيعاتها بنسبة 30% خلال عام 2016، معززة موقعها في المركز الثالث وفق الترتيب العالمي لشركات إنتاج الجوالات الذكية.
النجاح الكبير الذي شهدته جوالات هواوي يعود لعوامل متعددة، فبالإضافة إلى الأسعار المخفضة والحملات الإعلامية الكبيرة، نجحت الشركة في جذب المستخدمين حول العالم بتقديمها لميزات جديدة بشكل دائم، مع كون جوالاتها من الفئة العليا تنافس بقوة جوالات ايفون التي تصنّعها وتنتجها شركة أبل وجوالات جلاكسي التي تنتجها وتصنّعها شركة سامسونج.
يعود نجاح الشركة بالدرجة الأولى إلى مجموعتين من جوالاتها، فالشركة تتبنى إلى حد بعيد طريقة سامسونج في تسويق منتجاتها، فالفئة العليا تأتي من فئة P (بداية من P6 عام 2013 وصولاً إلى P10 عام 2017)، وتقابل هذه الفئة جوالات سامسونج جلاكسي S، ومن جهة أخرى فالشركة تسوق جوالاتها من فئة "فابلت" (مزيج بين الجوال الذكي والجهاز اللوحي) ضمن فئة مايت التي تقابل جوالات نوت من سامسونج.
وعلى الرغم من أن جوالات مايت حققت نجاحاً كبيراً مؤخراً (خاصة بعد سحب سامسونج لجوالها جلاكسي نوت 7 من الأسواق العام الماضي)، إلّا أن التركيز دائماً ما يكون على جوالات P المميزة، لذلك سنتحدث عن تطورها من البداية وحتى اليوم في هذا المقال.
ما هي جوالات هواوي P؟
من حيث الاسم، فأول جوال صدر عن هواوي بإسم P كان جوال هواوي Ascend P1 الصادر عام 2012، لكن على الرغم من كون هذا الجوال ولاحقه Ascend P2 يصنفان ضمن الفئة العليا في ذلك الوقت، فضعف تسويقهما عموماً أدى إلى قرار الشركة بإعادة إحياء السلسلة عن طريق تقديم جوال Ascend P6 عام 2013، بعد 4 أشهر فقط من سابقه، متجاوزة بذلك 3 أرقام للجوال، لتبدأ من جديد من الرقم 6.
جوال هواوي Ascend 6 كان أول جوال للشركة يحقق نجاحاً عالمياً، مما قاد لاحقاً إلى تحسن مبيعات الشركة بشكل تدريجي، لتصل اليوم إلى مكانها كثالث أكبر شركة جوالات ذكية في العالم. وخلال السنوات الأربع الماضية -التي شهدت تطور سلسلة P الكبير- قدمت الشركة العديد من الابتكارات والتغييرات الجذرية التي نقلتها من شركة تقلد الشركات الأكبر، إلى شركة رائدة ومتفردة إلى حد بعيد.
هنا سنناقش تطور جوالات الشركة من سلسلة P عبر الوقت، وفقاً لأهم المعايير التي تتعلق بالجوالات الذكية، بداية من التصميم وواجهة النظام، وصولاً إلى الأداء والكاميرا والشاشة.
تطور تصميم جوالات P من هواوي
على الرغم من أن معظم الجوالات الذكية تبدأ بسماكة كبيرة وتتقلص سماكتها مع تعاقب الأجيال، إلّا أن جوالات هواوي P سلكت طريقاً عكسياً على ما يبدو، فالجوال الأول منها Ascend P6 كان بسماكة 6.2 مليمتر، وهي سماكة صغيرة للغاية حتى بمعايير الجوالات الذكية اليوم، هذه السماكة ازدادت قليلاً مع الإصدار التالي الذي جاء بسماكة 6.4 مليمتر، واللاحق بسماكة 6.5 مليمتر، فيما استقرت سماكة جوالات سلسلة P عند 7 مليمتر في الإصدارين الأخيرين P9 وP10، وعلى الرغم من أنهما أسمك من أسلافهما، فهما ما يزالان يعتبران نحيفين للغاية بين جوالات اليوم.
التصميم العام لجوالات هواوي انتقل تدريجياً خلال هذه المدة، حيث كانت تصميمات الشركة تحاكي تصاميم جوالات ايفون إلى حد بعيد، فجوالا Ascend P6 وAscend P7 أتيا بتصميم زجاجي مشابه للغاية لجوالات ايفون، فيما انتقل جوال P8 إلى التصميم المعدني ذو الزوايا الحادة، بشكل مشابه لجوال ايفون 5S الشهير، أما الجوالان الأخيران من الشركة فقد أتيا بتصاميم معدنية منحنية الأطراف.
محاكاة تصاميم جوالات هواوي لتصاميم جوالات ايفون عرّضها للعديد من الانتقادات مع الوقت، فجوالات الشركة دائماً ما تشبه مقابلتها من شركة أبل إلى حد الخلط بين الجوالين للوهلة الأولى. لكن شركة أبل ليست الوحيدة كمصدر إيحاء لمصممي الشركة، ففئة هواوي مايت مثلاً؛ لطالما تعرضت لانتقادات كونها تستوحي تصاميمها من شركة سامسونج، خصوصاً مع تبنيها لتصميم الشاشة المنحنية، الذي أصبح مؤخراً العلامة المميزة لجوالات سامسونج من الفئة العليا.
تطور شاشة جوالات هواوي P
عبر أجيالها الخمسة، لم تشهد سلسلة P تغييرات كبرى في أحجام شاشاتها أو التقنيات المستخدمة فيها، فالإصدار الأول أتى بحجم 4.7 إنش (بوصة) فقط، فيما تم تكبير الشاشة في الإصدار اللاحق إلى 5.0 إنش، ومن ثم مجدداً إلى 5.2 إنش، احيث يعتبر ذلك الحجم هو الحجم المعتاد لشاشات الجوالات الذكية من الفئة العليا (التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد)، لكن حجم الشاشة تقلص قليلاً إلى 5.1 إنش في الجوال الجديد هواوي P10، وهو تصرف غريب نسبياً من هواوي، حيث غالباً ما تميل الشركات إلى تكبير شاشات جوالاتها الذكية، جوال سامسونج الأخير مثلاً جلاكسي S8 جاء بشاشة كبيرة بقياس 5.8 إنش.
منذ الجيل الأول استخدمت الشركة لوحات شاشة تعمل بتقنية IPS LCD، وعلى الرغم من الترقيات المتعددة لهذه التقنية، ومن انتشارها في الجوالات الذكية الأخرى مثل جوالات سوني إكسبريا وجوالات ايفون، فهي لا تزال أقل جودة من الشاشات المتألقة من نوع OLED أو AMOLED التي تتمتع بألوان أكثر بريقاً ولون أسود أكثر واقعية، عدا عن توفيرها للطاقة.
رفض الشركة للانتقال لذلك النوع من الشاشات يلاقي انتقادات عدة من الخبراء التقنيين، فتقنية OLED المتفوقة هي الأفضل اليوم، حتى أن شركة أبل تنوي الانتقال إليها في المستقبل بدلاً من لوحات IPS LCD الخاصة بها.
عدا عن الإصدار الأول؛ الذي أتى مع شاشة بدقة HD، فجميع جوالات السلسلة اللاحقة تستخدم شاشات بدقة Full HD 1080x1920، وعلى الرغم من أن هذه الدقة ممتازة لمعظم الاستخدامات، فمعظم جوالات الفئات العليا اليوم تستخدم شاشات بدقة QHD 1440x2560 أو حتى 4K 2160x3840، مما يجعل شاشات السلسلة عموماً خلف المنافسين.
تقييم كاميرات جوالات هواوي P9
عند تقديم السلسلة بشكلها الجديد للمرة الأولى، امتلك جوال هواوي Ascend P6 كاميرا خلفية بدقة 8 ميجا بكسل، وأخرى أمامية بدقة 5 ميجا بكسل، وعبر السنتين اللاحقتين قامت الشركة بترقية الكاميرا الخلفية إلى 13 ميجا بكسل والأمامية إلى 8 ميجا بكسل، لكن على العموم بقي الجوال خلف المنافسين في هذا المجال حتى عام 2016، إلى أن قامت هواوي بإعلان شراكتها مع شركة Leica Optics الألمانية، لتطلق جوال P9 مع كاميرا مزدوجة مميزة للغاية بدقة 12 ميجا بكسل، وعلى الرغم من أن الدقة الإسمية للكاميرا أقل من سابقاتها، فقد أثبتت جودة ممتازة جعلتها تنافس بقوة أمام جوالات النخبة الأخرى.
جوال هواوي P10 الجديد يأتي كاستمرار للشراكة مع Leica Optics، ومع أن الكاميرا المزدوجة الخاصة به لم تختبر تماماً بعد، فمن المتوقع أن تقدم أداءً أفضل من سابقتها، لتثبت مكان جوالات هواوي P كجوالات منافسة بقوة من الفئة العليا.
مقارنة أداء جوالات هواوي P بنظيراتها
بينما تعتمد الغالبية العظمى من الجوالات الذكية العاملة بنظام أندرويد على معالجات كوالكوم Snapdragon، فالشركة الصينية تعتمد على معالجاتها الخاصة بها، والمصنعة من قبلها، والتي تحمل اسم هاي سيليكون Kirin، مما يجعل التنبؤ بأدائها أصعب من الحالة العادية التي يتم فيها معرفة سرعة أداء الجوال الذكي بسهولة وبشكل تقريبي من رقم المعالج الخاص به لمعالجات SnapDragon. على العموم، فعلى الرغم من أن معالجات الشركة تقدم أداءً ممتازاً وكافياً، فهي تأتي بقدرة أقل من منافساتها من إنتاج كوالكوم أو من معالجات Exonys التي تنتجها شركة سامسونج، وتستخدمها في بعض جوالاتها.
من ناحية ذاكرة التخزين العشوائي (RAM)، فمع كون الشركة لا تعتبر سبّاقة هنا (على عكس شركات مثل ون بلس وأسوس التي تقوم بزيادة ذاكرة التخزين العشوائي دوماً إلى حدود جديدة)، فهي دائماً ما تصمم جوالاتها مع مساحة كافية من ذاكرة التخزين العشوائي، فعلى الرغم من أن العديد من الجوالات الأخيرة خلال العام الماضي صدرت مع ذواكر تخزين عشوائي بحجم 6 جيجا بايت، إلّا أن هواوي مستمرة باستخدامها لحجم 4 جيجا بايت في الطرازين الأخيرين، مع توقع قدوم إصدار بلس مع أحجام أكبر من الذاكرة.
نظام التشغيل والواجهة
كما العادة، فإصدارات الجوال المتعددة كانت تأتي مع آخر إصدار متاح من نظام أندرويد، فبينما استخدم جوال هواوي Ascend P6 إصدار جلي بين 4.2.2 من نظام أندرويد، فإن جوال P10 الجديد يستخدم إصدار نوجا 7.0 الأخير. ومع أن الشركة أصبحت تتبع سياسة التحديث الممتد لسنتين بعد النظام (حيث يتم تحديث الجوال الذكي إلى إصداري نظام لاحقين لإصداره)، فالتحديثات لا تزال بطيئة نسبياً حيث تحتاج حوالي 5 أشهر بعد إصدار النظام الجديد لتصل للمستخدمين.
واجهة النظام عموماً هي أكثر ما يميز الجوال عن أقرانه العاملة بنظام أندرويد، فبدلاً من الواجهة المعتادة للجوالات العاملة بنظام التشغيل أندرويد، والتي تتضمن شاشة رئيسية مع بعض الاختصارات والأيقونات، بالإضافة لزر يفتح قائمة التطبيقات، فالشركة الصينية تضع جميع التطبيقات على الشاشة الرئيسية بشكل يجعلها قريبة للغاية من واجهة جوالات ايفون، خصوصاً مع شكل الأيقونات التي تغيرت كثيراً مؤخراً، إلا أنها لا تزال مشابهة للغاية لأيقونات نظام iOS.
الإصداران الأولان من السلسلة كانا يعانيان من كم كبير من التطبيقات المثبتة مسبقاً، والتي عدا عن كونها تستهلك الذاكرة الداخلية، فهي تبطئ من أداء الجوال عموماً بسبب عملها في الخلفية، ومع السنوات؛ قامت الشركة بالاستغناء عن العديد من التطبيقات المثبتة مسبقاً، إلا أن عدد هذه التطبيقات ما يزال كبيراً نسبياً مقارنة بجوالات مثل موتورولا، التي تقدم واجهة شبه خالية من التطبيقات المثبتة مسبقاً.
في النهاية، عبر 5 أعوام من تقديم جوالات سلسلة P من هواوي، نمت هذه الفئة من جوالات قليلة الشعبية عالمياً، إلى واحدة من أفضل السلاسل مبيعاً في يومنا هذا، حيث أن جوالي P8 وP9 حصدا شعبية كبرى أكسبت الشركة مكانتها اليوم كثالث أكبر شركة منتجة للجوالات الذكية، مع أهدافها المعلنة بالصعود إلى القمة لتكون المصنع الأكبر عالمياً على مدى العقد القادم.
- [[PropertyDescription]] [[PropertyValue]]